اكتب خطبة تلقيها على زملائك تحثهم على الالتزام بالصدق والأمانة وتحذرهم
من الكذب والخيانة.
الخطبة الأولى
زملائي الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقف اليوم خطيبًا أمامكم لأحدثكم عن أهمية التحلي بالأمانة والصدق في حياتنا، ولكن قبل أن أخوض في الموضوع
أحب أن أؤكد أن خلقي الصدق والأمانة هما أساس بناء أي مجتمع لذلك حثت كل الأديان على
التمسك بهما بصفة خاصة لما تمتلكه هاتان الصفتان من قدرة هائلة على بناء مجتمع سليم
ومتماسك وكسب لثقة وحب الناس على مستوى المعاملات اليومية.
يا شباب إن الصدق هو قول
الحق في مواطن الهلاك، قولوا الحق ولو كان السيف على رقابكم، وقد قال عمر بن الخطاب
" عليك بالصدق ولو قتلك".
قد لا نعي أهمية الكلمة أو
إذا طلب منكم شهادة فاشهدوا بالحق مهما كان حتى لا نؤذي الناس بالباطل وتحدث وقيعة
أو فتنة وصدقوني إن التزمتم بالصدق فستنعمون برفقة أهل الصدق وحب وثقة الناس في الدنيا،
ورضا الله وثوابه العظيم في الآخرة.
وإذا تحدثنا عن الأمانة فإن
معظمكم يتبادر إلى ذهنه أمانة المال، ولكن الأمانة كلمة شاملة لا يمكن أن نعرفها في
جملة واحدة فكل منكم يحمل أمانة نعم كل منا يحمل أمانة، فكل ما أعطانا الله من نعم
سواء الصحة أو المال أو الجاه أو حب الناس كل ذلك أمانة يجب أن نحافظ عليها كطريقة
لحمد الوهاب عليها، وإذا استأمنك صديقك أو جارك على سر فمن الأمانة ألا تفشيه بل تكتمه،
وإن وكلت بأي عمل فالأمانة أن تقوم به على أكمل وجه ممكن حتى لا تخون ثقة موكلك.
وأخيرًا أيها الشباب أعتقد بعدما تحدثنا
عن أهمية وفضائل الصدق والأمانة يعتبر دعوة وتنويه عن اجتناب أضدادهم من كذب وخيانة،
إن الناس لم تتجرأ على الكذب إلا عندما وجدوا من يصدقهم وعندما ظنوا أنه أحيانا كان
الحل لبعض مشكلاتهم ولم يجترنوا على الخيانة إلا استهتارا بالأمانة، وكل هؤلاء عاقبتهم
سيئة من غضب ربهم، فيا زملائي الأعزاء فلنتعهد جميعًا بأن نلتزم بالصدق والأمانة مهما
كانت الظروف صعبة، ولنكن مؤثرين بقدر المستطاع في دائرتنا المحيطة بنا حتى نحفز الآخرين
على أن يصبحوا مثلنا، كونوا قدوة ومثالاً مشرفا يشار إليه من كل الناس. وفقكم الله
لما فيه الصدق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
=========================
الخطبة الثانية
أعزائي الزملاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقف اليوم خطيبا بين أيديكم أحدثكم عن موضوع بالغ الأهمية، يؤرق المخططين
ويجعلهم يدقون ناقوس الخطر ألا وهو الصراع الأبدي
بين الخير والشر، وأخص في ذلك المعركة الداخلية الدائرة في نفس كل واحد منا عندما يقع
في مأزق المخاطر، أيلزم التعاليم التي نشأ عليها ويصدق القول، أو يزور الحقائق أملاً
في النجاة، فأعيروني أذانا مصغية لعلكم تستفيدون بكلماتي.
إن جزءا كبيرًا من تربية الأطفال
في : صباهم تعليمهم أصول التحاور مع زملائهم، ففلح الأهل إذا علموهم التزام الصمت عند
اللزوم، لأنه يعلمهم الإنصات لكلام الآخرين، ويعلمهم إمكانية إدارة حوار ناجح، حيث
إذا ما تكلم كل أطراف الحوار في وقت واحد، عمت الفوضى ولم يستطيع أحد سماع الآخر ويتضح
فائدة هذا عندما يعطي المدرس إرشاداته الطالبه، فإذا أنصت لها بدلاً من الكلام، استفاد
بتلك الإرشادات . ولأهميته البالغة، قال الرسول: "رحم الله من قال خيرا فغنم أو
سكت فسلم".
ومن الجزء الأول من قول الرسول،
نتعلم أن التفوه بما هو جيد تصرف محبب في الإسلام، ويتضمن تجنب الثرثرة والسب فالثرثرة
عادة سيئة تجلب لصاحبها ومن حوله الضرر، لأنها تنشئ صخبا وتضيع الوقت، لأنها بها يقال
الكلام بصورة مطولة رغم إمكانية تلخيصه وتعد الثرثرة عادة منبوذة لأنها غالبا ما تؤدي
إلى النميمة التي تغرس السوء في النفس وتضعف علاقات الناس الاجتماعية والسب يجرح مشاعر
الناس ويزيد التشاحن بينهم، وتترك آثارًا على أنفسهم خالدة كخلود الدهر، لا تزول مع
مضيه، ولذلك قال العرب جرح اللسان أبقى من جرح السنان".
فكما تعلمنا منذ نعومة أظافرنا
أن الصدق صفة رفيعة تكسب صاحبها حب الله والناس وتكسبه ثقتهم وتجعل له مكانة سامية
في مجتمعه، وترون الناس حوله متجمعة دائما في عونه، فقال تعالى: " وكونوا مع الصادقين
" ليس هذا فحسب، فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أشار لنا أن الصدق طريق
للجنة، فقال: "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق
حتى يكتب عند الله صديقا" وأكمل " حديثه منذرًا من الكذب، لأنه طريق التهلكة
والنار فقال: وإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب
حتى يكتب عند الله كذابا" .
وأود أن أوجه انتباهكم إلى
هذا الحديث، حيث أنه أوضح حقيقة بالغة الأهمية، ألا وهي أن الصدق حجر أساس في بناء
شخصية قويمة صالحة، إذا توفر أصبح خلق الإنسان حميدا وإذا غاب أصبح خلق الإنسان خبيتا،
ويتجنبه كل من حوله، ولا يستأمنه أحد ولا يتقرب إليه، ويكون منبوذا في مجتمعه، وفي
الآخرة يلقى في جهنم، فيخسر دنياه وآخرته فعليكم أيها الزملاء الالتزام بقول الصدق
دائما، وإياكم والكذب، واتبعوا قول الفاروق عمر "عليك بالصدق ولو قتلك" تذكروا
دائما أن الله لا يخفى عليه شيء، وأنكم ستحاسبون على أعمالكم كلها، فاسعوا دائما إلى
نيل رضى الله وتجنبوا المعاصي، التي من أشدها الكذب الذي لا ينجي أبدًا، كما قيل
:" إذا كان الكذب وسيلة فالصدق نجاة "
فالقول الكاذب دائما تشوبه
عيوب في تناسق بعضه ببعض وارتباطه بأرض الواقع، فعندما تعرض كل الحقائق، دائما ما يكتشف
كذب هذا القول، وبهذا يعرض صاحبه لعقاب أشد مما يستحق خطؤه، ذلك لخيانة ثقة الآخرين.
واعلموا أن الصدق لا ينحصر
في القول فحسب، وإنما يشمل إخلاص النية والأمانة والالتزام بالعهود وغيرها من الأعمال
الطبية والصفات الحميدة التي ينبغي علينا جميعًا اتباعها.
وفي نهاية خطبتي أشكر لكم حسن استماعكم ووفقكم الله لكل ما فيه خير
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته