اكتب كلمة تلقيها على زملائك توضح لهم فيها حق الطريق وما يجب الالتزام
به.
زملائي الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقف اليوم خطيبًا أمامكم أحدثكم عن موضوع في غاية الأهمية وكثير منا
غافل عنه، ألا وهو حق الطريق. فجميعنا
يمشي في الطرقات، ولكن هل سألتم أنفسكم يوما إذا كان للطريق حق ؟
الطريق هو الشارع والرصيف والمنتزه
والممر وكل شيء يمر عليه جمع من الناس، وهو ليس ملك لأحد فهو ملك للجميع، وكل من يسير
فوقه يجب أن يلتزم بآداب معينة ويحترم من حوله، حتى يتحقق الاستقرار.
أعزائي دعوني ألفت انتباهكم
إلى الحقيقة التي تعلمها كلنا، حقيقة أن "أنت حر ما لم تضر "، حيث إن الحرية
الشخصية مرتبطة بالناس، فحريتك تقف عند حدود الآخرين، فلا يجب أن ترفع صوتك ولا أن
تتفوه بكلام بذيء ولا بألفاظ جارحة، بل عليك أن تقدم المساعدة لغيرك إذا وجدته بحاجة
لها ، مثل مساعدة رجل كبير السن على حمل أمتعته أو على عبور الشارع.
ولأهمية الموضوع، فقد وصانا
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن نعطي الطريق حقه، فسأله الصحابة " وما حق
الطريق يا رسول الله ؟ " فرد قائلاً: "غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر.. فكثير منا يا زملائي قد يقع في خطأ النظر إلى أي شيء يلفت
الانتباه، حتى لو حرمه الله، فعلينا جميعا أن نقى أنفسنا من هذا الخطأ وألا ننظر إلى
ما هو حرام أو يضر بالأخلاق العامة، فنعم الإنسان العفيف الذي يتحكم في نفسه ولا يعرض
عقله لهذه الوساوس.
ومن أهم ما وصانا به الرسول
صلى الله عليه وسلم منع الأذى عن سائر المارة في الطريق، فإذا وجدت صخرة أو أي شيء
قد يتسبب في ضرر الآخرين، فسارع بإزاحتها عن الطريق أو إلقائها في القمامة حتى لا يتعثر
الناس، كذلك إذا وجدت بالوعة مفتوحة في نتصف الشارع لابد من الإبلاغ عنها، حتى لا تقع
حوادث ويموت أبرياء.
أعزائي؛ من الأدب والإيمان
وأحد حقوق الطريق أن يلقي المرء السلام على كل الناس سواء أكان عرفهم أم لا، وأن يرد
هو السلام، حتى يعم السلام وينتشر الإخاء والمحبة بين الناس، فما جمل البهجة التي ينشرها
السلام.
أخيرًا، وصانا الله بأن
نأمر بكل معروف وأن ننهي عن المنكر، فندعو المارة ونشجعهم على التحلي بالقيم المجيدة
وإتباع إشارات وقوانين المرور، واحترام النفس وعدم التدخل في خصوصيات الآخرين، كما
علينا أيضا يا رفاقي أن نقض أي خلافات تنشب بين الناس وتمنع من تطورها إلى مشاجرة بالأيدي
والأسلحة، فهذا واجب ديني وإنساني.
الموضوع برمته مترتب علينا
نحن - المارة - بشكل كبير، حيث إذا بدأ كل منا بنفسه والتزم بحقوق الطريق ، عم الأمان
وخلت الطرقات من المشاكل والعنف. أرجو أن أكون قد أرشدتكم إلى الطريق الصواب، وفقكم الله
لما فيه الخير لنا جميعًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته